أسئلة شائعة عن الهولوكوست

USHMM resources_0-2
  • هل كان هتلر وحده المسئول عن الهولوكوست؟
  • لماذا لم يغادر اليهود البلاد حين وصل النازيون إلى الحكم؟
  • لماذا لم يبدِ اليهود مقاومة أكبر؟
  • كيف كان النازيون يتعرفون على اليهودي؟
  • ما كانت عاقبة عصيان الأوامر ورفض المشاركة في عمل وحشى؟
  • ألم يكن أحد أقرباء هتلر يهوديًا؟
  • لماذا كان اليهود وحدهم مستهدفين بالإبادة؟
  • ماذا كانت الولايات المتحدة تعرف عن الهولوكوست وما هو رد فعلها إزاءها؟

هل كان هتلر وحده المسئول عن الهولوكوست؟

لم يرتكب هتلر الهولوكوست بمفرده، فقد ساهم وربما استفاد العديد من الألمان وغير الألمان مما عرف باسم “الحل النهائي” (وهو الاسم الذي أطلقه النازيون على خطتهم للقضاء على يهود أوروبا). فإلى جانب قوات الوحدة الوقائية الخاصة (SS) والحكومة الألمانية والجيش ومسئولى الحزب النازى الذين خططوا ونفذوا سياسات اضطهاد يهود أوروبا وقتلهم، لعب العديد من الأشخاص “العاديين” دورًا في الهولوكوست، من موظفين حكوميين وأطباء ومحامين وقضاة وجنود وعمّال سكك الحديد.

يتناول هذا الملف ( PDF) المسألة بالتفصيل حتى يمكن فهم مدى مسئولية وتورط الأفراد من مختلف المهن والتخصصات داخل ألمانيا وخارجها فى الهولوكوست.

لماذا لم يغادر اليهود البلاد مع تولى النازيون الحكم؟

مثلهم مثل غيرهم من الألمان، كان اليهود الألمان يحبون وطنهم ويدينون بالولاء له. فقد توفي أكثر من 10 آلاف منهم وهم يقاتلون فى صفوف الجيش الألمانى في الحرب العالمية الأولى، فيما أصيب عددا لا يحصى منهم وقُلّدوا أرفع الأوسمة على بسالتهم وخدماتهم. كما أن العديد من العائلات اليهودية ، من مختلف الطبقات الاجتماعية والتي مارست مهن عديدة ، عاشت في ألمانيا لقرون وكانت قد اندمجت جيدًا في البلاد بحلول مطلع القرن العشرين. ولكن بين عامى1933 -1939، قامت الحكومة الألمانية تدريجيا بإقرار وتطبيق قوانين تتسم بالعنصرية ضد اليهود. وحتى حدوث موجة العنف المعادية لليهود عام 1938 فى كافة أنحاء البلاد، أوما يعرف بمذبحة “ليلة الزجاج المكسور”، توقع العديد من اليهود أن يتمكنوا من الصمود فى وجه الاضطهاد الذي كان يغذيه النازيون لأنهم كانوا يأملون حدوث تغير إيجابى فى السياسة الألمانية. وقليل منهم من كان يتوقع قبل الحرب العالمية الثانية أن يتم تشكيل فرق قتل ومراكز الإعتقال والقتل.

أما الذين اتخذوا القرار الصعب بمغادرة ألمانيا فتوجب عليهم آنذاك إيجاد بلد مستعد لاستقبالهم مع عائلاتهم. وقد كانت رحلة البحث عن ملاذ آمن محفوفة بالصعوبات والمخاطر، كما تبيّن خلال مؤتمر إيفيان عام 1938 حين رفضت معظم الدولة المشاركة فى المؤتمر أن تغيّر سياسات الهجرة لديها لتسهيل هجرة اليهود إليها. وحتى عند النجاح فى إيجاد دولة جديدة، كان الوصول إليها يتطلب قدرًا كبيرًا من الوقت والمعاملات والمساعدات المال واللوجستيه، وهذه عوائق تعذر التغلب عليها في حالات كثيرة.

توضح الوثائق التى يمكن الإضطلاع عليها فى ملفات الPDF  التالية بعض من الصعوبات التي واجهها اليهود عندما حاولوا مغادرة ألمانيا، وهي توضح أن هذه المسألة قد تبدو بسيطة لكنها بالفعل غاية في التعقيد.

لماذا لم يبدِ  اليهود مقاومة أكبر؟

إنّ القول بأن اليهود لم يقفوا في وجه الألمان وحلفائهم هو قول عارٍ عن الصحة. فقد انخرط اليهود في أعمال المقاومة في كل دولة احتلتها ألمانيا وفي دول المحور ككل. وعلى الرغم من كل الصعوبات، تحدّوا المستحيل وصمدوا في الأحياء اليهودية (الجيتو) ومعسكرات الاعتقال ومراكز القتل. لكن المقاومة كانت حافلة بالصعوبات بسبب عوامل عدة منها نقص الأسلحة والموارد والخديعه والخوف والقوة الغالبة للألمان والمتعاونين معهم.

كيف كان المعتدون يتعرفون على اليهود؟

كان المسئولون الألمان يتعرفون على اليهود المقيمين في ألمانيا من خلال سجلات إحصاء السكان والإيرادات الضريبية ولوائح أعضاء الكنيس وسجلات المواطنين (الذين إعتنقوا اليهودية)، وكذلك من خلال استمارات التسجيل الروتينية والإلزامية لدى الشرطة، ومن التحقيق مع الأقارب، والمعلومات المستقاة من الجيران والمسئولين. أما في المناطق التي احتلتها ألمانيا النازية أو في دول المحور، فكان يتم التعرف على اليهود بالدرجة الكبرى من خلال لوائح العضوية في المجتمع اليهودي والأوراق الثبوتية ومن مستندات الإحصاءات السكانية وسجلات الشرطة المستولى عليها وأيضًا من خلال شبكات الاستخبارات المحلية.

ما كانت عاقبة عصيان الأوامر ورفض المشاركة في عمل وحشى؟

فى العموم لم يعاقَب الألمان الذين رفضوا المشاركة في الأعمال الوحشية ضد اليهود، غير أنهم كانوا معرضين للإقصاء من قبل أقرانهم والحرمان من المزايا الاجتماعية وأحيانًا المهنية. وكان بوسعهم أن يطلبوا تكليفهم بمهام أخرى مثل الحراسة أو ضبط الحشود. ولكن ما من أدلة موثوقة على أن الجنود أو رجال الشرطة الألمان تعرضوا للقتل بسبب رفضهم قتل المدنيين. أما الأشخاص غير الألمان المتعاونيين مع النازيين فكانوا يتعرضون للتأديب أو الطرد أو السجن أو حتى الموت إذا رفضوا تنفيذ أوامر القتل.

ألم يكن أحد أقرباء هتلر يهوديًا؟

تداول خصوم هتلر السياسيون الشائعات حول أسلافه بهدف الحط من شأنه كقائد لحزبٍ معادٍ للسامية. وتستند هذه الشائعات بالدرجة الكبرى حينذاك وفى الوقت الحاضر إلى أن هوية جد هتلر من جهة والده لا تزال مجهولة. ولكن ما من أدلة موثوقة توحى بأن هذا الجد المجهول كان يهوديًا.

لمعرفة المزيد حول الموضوع، يرجى قراءة المقال التالى من “موسوعة الهولوكوست” على موقع المتحف الإلكترونى تحت عنوان Adolf Hitler: Early Years, 1889 -1913 (أدولف هتلر: سنواته الأولى 1889-1913)

لماذا كان اليهود وحدهم مستهدفين بالإبادة؟

تقوم النزعة النازية المعادية للسامية أى التعصب ضد اليهود وكراهيتهم على رؤية النازيون للعالم على أساس عنصرى حيث كانوا يعتبرون التاريخ البشرى عبارة عن صراعٍ عرقى. فقد ظن النازيون خطأً أن اليهود هم جماعة عرقية لديها غريزة طبيعية موروثة على مر الأجيال تدفعهم إلى السيطرة على العالم وأن هذا الهدف لن يحول دون هيمنة الألمان فحسب بل سيستعبد ويدمر “العرق” الألمانى كله. وكذلك اعتقد النازيون أن التاريخ بأكمله كان معركة بين الأعراق وأن هذه المعركة ستنتهى إما بانتصار العرق “الآرى” أو بهلاكه التام. ونتيجة لذلك اعتبر القادة النازيون أن موت اليهود جميعا هو شرط أساسى لبقاء ما يسمى بالعرق “الآرى الجرمانى” وهيمنته فى نهاية المطاف. كما اعتبر النازيون أن اليهود، بصفتهم ينتمون لعرق “أدنى”، سيستغلون سيطرتهم المفترضة على عالم المال ووسائل الإعلام فى العالم ليدعموا الشيوعية ويشجعوا الأعراق “الأدنى” على سحق الأعراق الجرمانية الشمالية والانتصار عليها.

وعلاوة على ذلك، ربطت النزعة النازية المعادية للسامية بين الصور التقليدية السلبية والخاطئة عن اليهود وسلوكهم من جهة والمعتقدات الحديثة ذات الطابع العلمى المزيف من جهة ثانية. وتشمل تلك الأفكار النمطية أفكارًا مستمدة من الفكر المسيحى المعادى لليهودية والذى يعود إلى قرون مضت حيث تم تصوير اليهود خطأً على أنهم قتلة المسيح وعملاء الشيطان وممارسون للسحر. كون النازيون اعتمادا على تلك الأفكار النمطية السلبية صورة نمطية عرفت ب” اـسلوب تفكير يهودى” حسبوا أنه موروث فى الجينات وبالتالى لا يمكن تغييره. واستعان النازيون بهذا المعتقد لتبرير أعمال التمييز والاضطهاد و القتل التى مارسوها ضد الشعب اليهودى.

للمزيد من المعلومات، يرجى مراجعة “موسوعة الهولوكوست” الصادرة على موقع المتحف الإلكترونى، بدءًا باستعراض عام  عن معاداة السامية قبل الانتقال إلى قراءة المقالات ذات الصلة حول معاداة السامية على مر القرون.

لماذا كانت الولايات المتحدة تعرف عن الهولوكوست وما رد فعلها إزاءهها؟

على الرغم من تاريخه الولايات المتحدة الحافل باعتبارها ملاذا للشعوب المضطهدة، إلا أنها فى هذا التوقيت من ثلاثينيات القرن العشرين كانت تعانى مشاكل عديدة، وكان من الصعب عليها بالتالي أن تواصل هذا الدور. ومن بين هذه المشاكل انتشار المعاداة للسامية وكره الغرباء والأجانب والسياسة الانعزالية والركود الاقتصادى المتفاقم والمؤسف بالنسبة للهاربين من اضطهاد النازى أن هذه المشاكل أثّرت بشكل كبيرعلى سياسة اللجوء الأمريكية ورسّخت رفض الحكومة والشعب زيادة حصص الهجرة  لاستقبال عدد أكبر من اللاجئيين المعرضين لخطر الاضطهاد والاعتداء النازى في وقت كان يمكن إنقاذ حياة الكثيرين لولا هذا الرفض.

وعلى مر السنوات حقق الباحثون فى ردود فعل الولايات المتحدة الأمريكية خلال حقبة الهولوكوست وطُرحت أسئلة عديدة على أثر هذه التحقيقات، منها: ماذا كانت الولايات المتحدة تعرف عن الأمر؟ وكيف تصرف المسئولون الحكوميون والمدنيون إزاء هذه المعلومات؟ هل كان يمكن فعل المزيد؟ في هذا السياق، قام الباحثون بمعاينة سياسة الهجرة الأمريكية وردود فعل الحكومة الأمريكية تجاه الفظائع التي علمت بها، والجهود المتباطئه التى بذلتها من أجل تنظيم العمليات الهادفة إلى إنقاذ يهود أوروبا.

وبدء النقاش حول الأحداث الرئيسية للهولوكوست وإنشاء “مجلس لاجئى الحرب”، ودور المجتمع اليهودى الأمريكى، والتغطية الإعلامية الأمريكية للجرائم النازية، ومسألة قصف أوشفيتز المثيرة للجدل. ولا يزال الموضوع يتطور مع ظهور وثائق جديدة ومراجعة الفرضيات السابقة.

للمزيد من المعلومات، يرجى مراجعة موسوعة الهولوكوست على موقع المتحف الإلكترونى، بدءًا باللمحة العامة عن الولايات المتحدة والهولوكوست.

حقوق النشر © محفوظة لمتحف ذكرى الهولوكوست فى الولايات المتحدة، العاصمة واشنطن.