محمد نورى زاد: شخصية رائدة في الدفاع عن حقوق البهائيين

CjTcbeHyZHd3jc10N9Qoqo1MzQsH2P0Zc9WGj97Zc28

محمد نورى زاد: شخصية رائدة في الدفاع عن حقوق البهائيين

 

الخلفية والحوافز

للمرة الأولى في إيران، تدافع مجموعة من ناشطي الحقوق المدنية علنًا عن حقوق البهائيين. محمد نورى زاد أحد الناشطين في تلك المجموعة، التي تضمّ بين صفوفها أشخاصًا معتقلين وشخصيات سياسية. ويُعدّ نورى زاد الشخصية الأكثر نشاطًا والتي يُحتذى بها بين أولئك الناشطين، وقد أثبت أنه رائدٌ فعلي في مجال الدفاع عن حقوق هذه الأقلية المهمّشة.

منذ ظهور البهائية في منتصف القرن التاسع عشر، يعاني أتباعها من الاضطهاد والمضايقات بشكل مستمر في إيران. وفي العقود التي سبقت الثورة الإيرانية، اتسم هذا القمع بالعنف والقتل الجماعي وتدنيس الأماكن المقدسة وتدمير الملكيات الشخصية والعامة ومحاولة فرض التغيير القسري للدين. وجاء انتصار ثورة العام 1979، وقيام الجمهورية الإسلامية إثر ذلك، ليفاقم انتهاكات حقوق الإنسان هذه، إذ باتت الحكومة اليوم تتغاضى عن هذه الإساءات، لا بل باتت ترتكتبها بنفسها في بعض الأحيان. ويقدَّر عدد البهائيين في إيران بين 300 ألف و350 ألفًا، وهم يشكلون أكبر الأقليات الدينية في إيران من حيث العدد. ولا تعترف الحكومة الحالية بالمعتقدات البهائية كدين شرعي، وتعتبرها ارتدادًا عن الإسلام الحقيقي وتصنّفها على أنها حركة سياسية مرتبطة بالحكومات الغربية. ومنذ العام 1979، تمّ قتل أو إعدام أكثر من 200 قائد بهائي، وإزالة أكثر من 2000 بهائي من مناصبهم الحكومية والتعليمية.

وقد تزايدت هذه الضغوط طوال العقد المنصرم، وخصوصًا منذ العام 2009. فقد حكم على مئات البهائيين، ومن بينهم سبعة زعماء محليين وأساتذة في التعليم العالي، بالسجن لفترات طويلة بسبب معتقداتهم الدينية ليس إلا. وتضمّنت التهم الموجهة إليهم التجسس، وبث الدعاية السياسية المناهضة للحكومة، والقيام بأعمال تهدد الأمن القومي. ومن بين الإساءات الأخرى التي يتعرّض لها البهائيون حرمانهم من حقهم في الدخول إلى الجامعات ومن الحصول على ترقية في العديد من المهن، كما والاعتداءات الجسدية العنيفة وتدنيس القبور وتشويه سمعتهم في وسائل الإعلام الحكومية. وحاليًا، لا يضمن ميثاق حقوق المواطن الذي أصدرته إدارة الرئيس حسن روحاني حقوق البهائيينن، إذ إنه يؤمّن الحماية للأقليات الدينية المعترف بها في الدستور الإيراني حصرًا.

 

وقد أدان المجتمع الدولي هذا التمييز وانتهاك حقوق الإنسان ضد البهائيين منذ البداية. فالجمعية العامة للأمم المتحدة أصدرت عدة قرارات عبّرت فيها عن قلقلها إزاء وضع حقوق الإنسان الخاصة بالأقليات الدينية في إيران، وخصوصًا حقوق البهائيين.

وقد سمحت الجهود الخلاقة والمبتكرة، التي بذلتها مجموعات المجتمع المدني داخل البلاد وخارجها، بإطلاق حملات عصرية جدًا على وسائل التواصل الاجتماعي للدفاع عن حقوق البهائيين، منها «لا لسجن واضطهاد إخواننا البهائيين» و«حملة الدفاع عن حق البهائيين في التعلم» وغيرها من الجهود الرمزية التي تحفّز التضامن من الأقلية البهائية. وبالتزامن مع ذلك، يبذل المراسل والناشط السياسي الناقد للجمهورية الإسلامية محمد نورى زاد جهودًا جبّارة داخل إيران للدفاع عن حقوق البهائيين، عبر ابتكار أساليب جديدة ورائدة من النشاط. وقد تلقى نورى زاد دعمًا ورعاية من عدد من الناشطين المدنيين والسياسيين، بينهم رجل الدين الشيعي الناقد للحكومة آية الله عبد الحميد معصومي طهراني، والناشط السياسي والرئيس الأول لجامعة طهران بعد الثورة الدكتور محمد مالكي، والمحامية في مجال حقوق الإنسان نسرين ستوده، والصحافية والناشطة في مجال حقوق الإنسان نرجس محمدي، والصحافية والناشطة السياسية جيلا بني يعقوب، والناشط السياسي والإعلامي عيسى سحرخيز.

الأهداف والغايات

فتح نورى زاد، الذي تحوّل إلى معارض للنظام الإيراني بعد أن كان من أشد المؤيدين له، صفحة جديدة في مجال النشاط السياسي المناصر لحقوق البهائيين في الـ15 من تموز/يوليو 2013، أثر نشر مقالٍ له بعنوان «قبلة على قدم طفل بهائي صغير»، يصف فيه زيارته لأرتين، طفل بهائي لوالدين معتقلين في السجون الإيرانية. ومن خلال القيام بخطوات مماثلة، يسعى الناشطون المدافعون عن حقوق الأقليات الدينية بشكل أساسي إلى منع «السلوك المتسرع والمتهوّر تجاه الأشخاص ذوي الآراء المختلفة»، بما في ذلك البهائيين. وفي مقالٍ آخر نشره على مدوّنته الشخصية في الـ19 من تموز/يوليو بعنوان «جدل حول قبلة سابقة لأوانها»، ردّ نورى زاد على الاعتراضات التي وجهها البعض لخطوته، قائلًا إنّ ردود الفعل تلك «تثبت أنّ رجال الدين الإيرانيين ليسوا قلقين إزاء ارتداد المسلمين عن دينهم طوال هذه السنين، بل إنّ رجال الدين أولئك، وفي جميع الحقبات التاريخية، وجدوا دعوتهم في التصادم مع الذين ينتقدونهم. وقد أثبتت التجارب أنّ هذا التصادم بات حاجة وجودية بالنسبة إلى رجال الدين، ولا وجود لهم من دونه».

ومن بين المطالب الأساسية التي ينادي بها الناشطون الإفراج عن المعتقلين البهائيين الذين سُجنوا بسبب معتقداتهم الدينية، وإعادة منح الشباب البهائيين حقهم في التعلّم. وأحد الأساليب الأساسية التي يتبعها الناشطون زيارة عائلات المعتقلين ومنازل الشباب الذين حُرموا من التعليم. ويعبّر الناشطون من خلال هذه الزيارات عن «خجلهم واشمئزازهم» من انتهاك الحكومة لحقوق البهائيين. وخلال مشاركته في الذكرى السادسة لاعتقال زعيمين بهائيين محليّين، إلى جانب آية الله معصومي طهراني وعيسى سحرخيز ونسرين ستوده ونرجس محمدي في نيسان/أبريل 2014، قال محمد نورى زاد: «علينا جميعًا أن نعبّر عن عارنا بطريقة أو بأخرى بسبب المعاناة التي يتحملها هؤلاء الناس الأعزاء».

ومن بين الأهداف الأساسية للجهود التي يبذلها نورى زاد تشجيع التعايش السلمي والمشترك بين أتباع الديانات المختلفة في إيران، وردع الأشخاص المتديّنين عن ممارسة التعصب الديني الأعمى. وقد أثنى رجل الدين الشهير والمفكر المبتكر آية الله معصومي طهراني على جهود نورى زاد، كما عبّر عن تأييده لها بشكل علني، قائلًا إنها «صورة رمزية عن التعاطف الإنساني واحترام الإنسان»، بغضّ النظر عن الدين والطائفة والعرق والجنسية. كذلك، أهدى طهراني المجتمع البهائي ككل نسخة مذهبة ومزيّنة من كتاب البهائيين المقدس في عيد النوروز في العام 2014، قائلًا إنها «عربون احترام رمزي ودائم لكرامة الإنسان وللتعايش السلمي والمشترك بغضّ النظر عن الدين والطائفة والرأي». وفي رسالة يعبّر فيها عن تعاطفه بأسمى آيات المحبة، وصف آية الله طهراني الهدية على أنها «تذكير بالقيمة الإنسانية للأشخاص، وبالتعايش السلمي والمشترك والتعاون والتعاطف ونبذ الانتقام والقسوة والتعصب الديني الأعمى».

وتشمل الأهداف الأخرى لأولئك الناشطين تصحيح المعتقدات الخاطئة والمفاهيم الزائفة حول البهائية، ومواجهة المزاعم التحريضية التي تبثها وسائل الإعلام الحكومية، ومعالجة آثار التصاريح المضرة التي تدلي بها الجهات الحكومية. وبالرغم من أنه يمكن اعتبار أنشطة هذا الحراك رمزية أكثر من كونها تمثل خطوات عملية، يبقى الهدف الطويل الأمد من ورائها تحقيق العدالة في مجال حقوق الإنسان والحقوق المدنية لجميع الإيرانيين، بغض النظر عن دينهم أو طائفتهم أو رأيهم.

 

نورى زاد: عامل من أجل التغيير

ولد محمد نورى زاد في العاشر من كانون الأول/ديسمبر من العام 1952 في منطقة ريفية قرب مقاطعة شهريار، وعمل في السابق كصحافي ومنتج للأفلام الوثائقية ومخرج ورسام، وكانت له مساهمات عدة في صحيفة «كيهان» الإيرانية. كذلك، انضمّ نورى زاد إلى صفوف المعارضين لقيادة الجمهورية الإسلامية ومنتقديها عقب انتخابات العام 2009، بعد أن كان مناصرًا مخلصًا لها في السابق. وكتب إثر ذلك رسائل شديدة اللهجة، انتقد فيها ممارسات المرشد الأعلى. وقد طلب نورى زاد الصفح عن تأييده السابق للنظام الإيراني، وسرعان ما أصبح من الشخصيات البارزة في «الحركة الخضراء». وبعد أن همدت هذه الحركة، تابع نورى زاد برنامج نشاطه بعزم أكبر، وانخرط في النضال ضدّ سياسات الجمهورية الإسلامية القمعية والتمييزية.

وتركز نشاط نورى زاد بعد تلك المرحلة حول الدفاع عن حقوق البهائيين. ففي تموز/يوليو من العام 2013، وفي خطوة كانت الأولى من نوعها حينذاك، زار نورى زاد منزل كمران رحيمان وفاران حسامي، وهما معلّمان في مؤسسة بهائية للدراسات العليا معتقلان في السجون الإيرانية. وهناك، طلب نورى زاد الصفح من ابنهما أرتين على السجن غير المبرر لوالديه، وطلب من أرتين أن يبصق في وجهه ويصفعه للتكفير عن سجن رحيمان وحسامي. كذلك، قبّل نورى زاد قدمي أرتين، متأثرًا بالبابا الكاثوليكي الذي قبّل قدمي فتاة مسجونة في عيد الفصح ذلك العام، وقال له: «بنيّ العزيز، أطلب منك الصفح، نيابة عن جميع أولئك الذين أثقلوا كاهلك أنت وسائر البهائيين، عن كلّ إثم ارتكبناه بحقكم منذ قيام الجمهورية الإسلامية… عندما يسجد البابا، مرجعية الكاثوليك في العالم، على ركبتيه ليقبّل قدمي قتاة مسلمة مجرمة، ما الذي يمنعني أنا، ونيابة عن رجال الدين المسلمين الخيّرين والمراجع الشيعية، من تقبيل قدميك الصغيرتين المباركتين؟».

لقد ناضل نورى زاد بلا كلل لنشر رسالته في المجتمع الإيراني، فنشر كتاباته وجال على مختلف المقاطعات وأدلى بالخطب وشارك في النقاشات من أجل دعوة الآخرين للانضمام إلى قضيته. وردًا على وصم المراجع الشيعية الوثنيين والشيوعيين والملحدين والبهائيين بالـ«أنجاس»، أطلق نورى زاد حملة جديدة لـ«تنظيف» البشرية والإسلام والمذهب الشيعي. ففي أيلول/سبتمبر من العام 2013، ومباشرة بعد نشر وسائل الإعلام الحكومية لفتاوى آية الله خامنئي حول النجاسة وضرورة نبذ البهائيين، دعا نورى زاد الإيرانيين، وخصوصًا المسلمين والشيعة منهم، إلى الانضمام لحملته عبر النداء الآتي: «زوروا منازل البهائيين والملحدين، إما فرادى أو مجموعات، وقبلوهم في عيونهم وتحدثوا معهم وقدموا لهم الهدايا للتكفير عن عاركم، وكلوا من أيديهم. وفي اليوم التالي، انشروا تقارير عن زياراتكم، إما ورقيًا أو عبر شبكة الإنترنت».

ومن خلال هذه الخطوات، تخطى نورى زاد حاجزًا لم يجرؤ أحد من الناشطين والمصلحين الدينيين على تخطيه في السابق. وحاول نورى زاد، مستغلًا القوة التي توفرها شبكة الإنترنت، أن ينشر الوعي حول أنشطته، داعيًا الآخرين للانضمام له عبر بذل الجهود على الصعيد الشخصي. ولهذا السبب، بات نورى زاد يُعرف على أنه «الصوت المتمرّد للذين لا صوت لهم».

 

الفضاء المدني

إنّ المنصب السياسي الأرفع في جمهورية إيران الإسلامية هو في يد المرشد الأعلى، ويتولاه حاليًا آية الله خامنئي. وللمرشد الإيراني القول الفصل في جميع فروع الحكم، كما أنه يؤثر في معظم السلطات الأخرى. فعلى سبيل المثال، يعيّن المرشد الأعلى رئيس السلطة القضائية بشكل مباشر، كما يعيّن رئيس مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية .

وبموجب المادة 57 من الدستور الإيراني، تقع السلطات التشريعية والإدارية والتنفيذية للبلاد «تحت سلطة الإمامة المطلقة وقيادتها». ومنذ قيام الجمهورية الإسلامية، تمّ القضاء بشكل حازم على عدد من الحريات، كحرية التعبير والنقد والتجمّع والنشاط السياسي والانتماء الديني. وفي تقرير أصدرته في العام 2014، قالت منظمة فريدوم هاوس (بيت الحرية) الأميركية غير الحكومية إنّه، وبالرغم من تحسين بعض أبعاد الحقوق السياسية والحريات الفردية في عهد روحاني، تبقى الحالة العامة للحرية في إيران مظلمة.

إنّ الدين الرسمي لجمهورية إيران الإسلامية هو الشيعة الاثني عشرية. ولا يعترف الدستور الإيراني في المادة الثالثة عشر منه إلا بالزرادشتية واليهودية والمسيحية كأقليات دينية رسمية. ويسمح الدستور لهذه الأقليات «بممارسة الاحتفالات الدينية والمناسبات الشخصية والتعليم الديني بحسب معتقادتها الدينية بحرية تحت سقف القانون». ولا يعترف الدستور أو سياسة الحكومة بحقوق أي من الأقليات الدينية غير الرسمية، بما في ذلك البهائية، وغالبًا ما تتعرض هذه المجموعات إلى التمييز. ففي شباط/فبراير من العام 2014، أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار رقم 68/184، الذي عبرت فيه عن قلقها البالغ إزاء الحالة العامة لحقوق الإنسان والاضطهاد الذي تتعرض له الأقليات الدينية غير الرسمية وانتهاك حقوق الإنسان ضدّ بعض المجموعات في إيران، وخصوصًا حقوق البهائيين وأتباعهم.

حاليًا، يواجه الناشطون الذين يدافعون عن حقوق البهائيين الكثير من العقبات في عملهم، وغالبًا ما يتعرضون للقمع أو للمضايقة من قبل السلطات. وبالرغم من الوعود التي أطلقتها إدارة الرئيس روحاني حول منح المزيد من الحريات في المجال السياسي، لم تستطع الحكومة إيجاد مساحة يمكن للإيرانيين أن يمارسوا حرياتهم في التعبير والتجمع فيها بشكل آمن. وغالبًا ما يواجه ناشطو المجتمع المدني والمدافعين عن حقوق الإنسان تهمًا متعددة، بينها «تهديد الأمن القومي وبث الدعاية السياسية المناهضة للنظام». وقد لاحظ الكثير من المراسلين تزايدًا في عدد التهم الأمنية الموجهة ضدّ المدافعين عن حقوق الإنسان، وعبروا بالتالي عن قلقهم إزاء هذه الظاهرة. وبالرغم من أنّ الدستور يسمح بإنشاء الأحزاب السياسية والنقابات وغيرها من المنظمات، شرط أن تحترم سياسات الجمهورية الإسلامية حول الاستقلال والحرية والوحدة الوطنية والمعايير الإسلامية ومبادئ الجمهورية الإسلامية، يواجه الأشخاص الذين يحاولون إنشاء جمعيات مماثلة عمليًا العديد من القيود. فبعد الانتخابات الرئاسية في العام 2009، تعرضت الأحزاب والمجموعات المعارضة لحملة قمع عنيفة، واعتقل الكثير من القياديين المعارضين ومُنع آخرون من ممارسة النشاط السياسي. وتمّ بالتالي إضعاف حرية التعبير بشكل أشد، وفرضت الحكومة سيطرتها بشكل مباشر على مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، وهي الوكالة الإعلامية الرسمية في البلاد. وبالرغم من أنّ حرية الصحافة تحسنت إلى حد ما، ما زال بإمكان مجلس مراقبة وسائل الإعلام ملاحقة الصحافيين قانونيًا بتهم «العداء للحكومة وإهانة قدسية الإسلام أو المسؤولين الحكوميين وبث الدعاية السياسية المناهضة للنظام». ويتعرض الصحافيون للتهديد بالملاحقة القانونية لفرض رقابة ذاتية عليهم.

ولقد تسبب هذا الجو السياسي تحديدًا بإدانة نورى زاد بإهانة السلطات وبث الدعاية السياسية المناهضة للنظام في العام 2009. وحكم عليه بالسجن لمدة ثلاث سنوات ونصف وبخمسين جلدة. وبعد إطلاق سراحه، تابع نورى زاد نشاطه بعزم أشدّ من ذي قبل، وتعرّض كذلك لمزيد من الوحشية والاعتقال على يد قوات الأمن. ولم يفلح كلّ ذلك الاضطهاد في ثني نورى زاد عن متابعة مشاريعه، كما أنّ مناصريه لم يتخلوا عنه. فبالرغم من الضغوط والقيود الكثيرة التي تفرضها الحكومة عليهم، يواصل مناصرو نورى زاد جهودهم للدفاع عن حقوق الأقليات الدينية في إيران.

تحمل حملة نورى زاد رسالة متميّزة، ألا وهي أنّ الدين مسألة شخصية وداخلية، ويحق لجميع الأشخاص، بغض النظر عن دينهم أو رأيهم، بالحصول على فرص متساوية وبحياة كريمة في إيران. وبحسب تعبير نورى زاد، فإنّ «الأجدر بالأحزاب والجمعيات والممثلين، الذين لم تدفعهم كلّ هذه السلسلة من الاعتداءات إلى التحرك للدفاع عن حقوق الطفل أرتين المدنية، أن يمضوا وقتهم في تنظيف حمامات مسجد شاه أصفهان».

ومن بين أهداف نورى زاد كذلك كسر المحرمات الدينية وتحدّي الأسس الدينية لتفكير الكثير من الإيرانيين –خصوصًا أفكار رجال الدين الذين يحرّضون على اضطهاد الأقليات الدينية وتهميشها. يؤمن الكثير من الفقهاء الشيعة بأنّ الردة تجعل من الإنسان نجسًا. فنظرًا إلى أنهم يصنّفون الشيوعيين والبوذيين واللادينيين والبهائيين على أنهم مرتدين، فإنهم يعتبرونهم أيضًا نجسين. وفي خطبة دينية أعادت وسائل الإعلام الحكومية بثها عشية استلام الإدارة الرئاسية الحادية عشرة زمام الحكم في البلاد، اعتبر آية الله خامنئي أنّ «جميع أتباع الطائفة البهائية الضالة هم مرتدون وأنجاس، ويجب على المرء أن يجتنب الطعام أو كل ذا الذي لامسته أنفاسهم السامة. يجب على المؤمنين أن يكافحوا الخداع والانحلال اللذين تمارسهما هذه الطائفة الضالة». ويعتبر نورى زاد أنّ التصاريح المماثلة «غير منطقية وتعبّر عن فهم المراجع الخاطئ للإسلام»، ويقول إنه، ومن خلال تناول الفاكهة وشرب الماء من يدي أرتين، ودعوة الآخرين إلى القيام بالمثل، يقف في وجه تلك الإساءات. ويوجه نورى زاد من خلال أنشطته الرسالة الآتية إلى إخوانه المسلمين والمواطنين الإيرانيين: «حتى لو لم يكن طعام البهائيين أكثر طهارة من طعام مرجع شيعي اثني عشري، فهو بالتأكيد ليس أقل طهارة منه».

ويأمل نورى زاد في نشر الوعي في المجتمع الإيراني والمجتمع الدولي حول القمع والظلم اللذين يشرعهما بعض المسلمين ضدّ البهائيين باسم الإسلام. ويأمل كذلك في تبديد جميع المفاهيم الخاطئة التي باتت سائدة في إيران حول البهائيين. ولا يسعى نورى زاد إلى حشد الجماهير، فهو يمارس نشاطه بمفرده، ويتلقى في بعض الأحيان مساعدة من مجموعة صغيرة من الناشطين، وجلّ ما يأمل في تحقيقه هو نشر رسالته بين الناس عبر كتاباته ونقاشاته وتجواله ورسوماته.

 

حملات التوعية

لقد لاقى نشاط نورى زاد في مناصرة حقوق البهائيين اهتمامًا إعلاميًا واسعًا وإشادة مهمة في الخارج. كذلك، وجّه والد أرتين رسالة إلى نورى زاد من سجن «رجائي»، قائلًا إنّ أعماله تمثل «جهدًا يهدف إلى تحقيق قيمٍ مثل الاحترام والعطف والعدالة والدعم والمسؤولية والمساواة والوعي والتعاطف». وفي 24 تموز/يوليو 2014، خطّت مجموعة من الناشطين المقيمين في إيران وخارجها رسالة تشيد فيها بشجاعة نورى زاد وتستنكر فيها كذلك صمت المجتمع المدني والمصلحين الدينيين إزاء حملات نورى زاد. وقد دافع هؤلاء الناشطون عن أعمال نورى زاد، وشجبوا الانتهاك الواسع النطاق لحقوق الأقليات الدينية في إيران.

ويواصل الناشطون المدنيون عملهم للدفاع عن حقوق البهائيين، ولم تفلح التهديدات أو الاعتقالات التي تمارسهاالجمهورية الإسلامية في ثنيهم عن العمل أو إحباط عزيمتهم. وقد جمع نورى زاد عددًا كبيرًا من الناشطينخلفه لمساعدته في لفت انتباه الإيرانيين والمجتمع الدولي إلى قضيته. وقد شكّلت أنشطة نورى زاد وزملائهخطوات مهمة في سبيل محو المحرمات الدينية وتصحيح المعتقدات التمييزية المتأصلة في أذهان الإيرانيين حولالبهائيين.

وبالرغم من أنّ تعامل الحكومة مع البهائيين لم يتغيّر بعد، فلقد فتحت جهود نورى زاد الباب أمام احتمال تحقيقذلك. وانطلاقًا من الأسس التي أرساها نورى زاد، بات بإمكانه هو والآخرين أن يسيروا قدمًا نحو ضمانالحقوق المدنية المتساوية لجميع البهائيين.

 

لتعلّم المزيد

 

الأخبار والتحاليل 

«اقدام بی‌سابقه پاپ: بوسیدن پای دختر مسلمان زندانی»، کلمه، 10 فروردین 1392. http://www.kaleme.com/1392/01/10/klm-138282/

«آیت الله عبدالحمید معصومی تهرانی: خصومت با بهاییان را کنار بگذاریم»، ماهنامه خط صلح، 1 اردیبهشت 1393. http://bit.ly/1CNECUo

«با حضور جمعی از فعالان مدنی؛ مراسم سالگرد بازداشت مدیران جامعه بهایی برگزار شد»، سحام نیوز، 24 اردیبهشت 1393. http://sahamnews.org/1393/02/260149

«تقدیر ۱۵۵ فعال مدنی از محمد نوریزاد»، سحامنیوز، 2 مرداد 1392. http://sahamnews.org/1392/05/253803

«تو تنهایی نیستی! (نامه ی 153 فعال غیربهایی به نوری زاد)»، وبسایت محمد نوری زاد، 24 ژوئیه 2013. http://www.nurizad.info/blog/22174

«متن پیاده شده مصاحبه دویچه وله با محمد نوریزاد ( چرا تو را نمیکشند؟)»، وبسایت محمد نوریزاد، 22 سپتامبر 2014. http://www.nurizad.info/blog/26403

«محکومیت نوری زاد به سه سال و نیم حبس و ۵۰ ضربه شلاق»، بی بی سی فارسی، 28 فروردین 1389.http://www.bbc.co.uk/persian/iran/2010/04/100417_l17_nourizad_verdict.shtml

«نامه جمعی از فعالین مدنی و سیاسی به رئیس قوه قضائیه: در مقابل آزار علیه بهاییان سکوت نکنید»، جمعیت مبارزه با تبعیض تحصیلی، 23 اسفند 1392. http://www.edu-right.net/from-anywhere/human-rights/1330-bahai-letter-human-right-politics

«نجسشمردگان نامسلمان و نجاستروبی از اسلام»، صدای آمریکا، 31 شهریور 1392. http://ir.voanews.com/content/iran-noorizad-bahaiis-civil-rights-najes/1754572.html

آیتالله عبدالحمید معصومی تهرانی، « دست در دست هم نهيم به مهر»، 18 فروردین 1393. http://bit.ly/1kDrTqf

آیتالله عبدالحمید معصومی تهرانی، «تقدير از اقدام نمادين دكتر نوریزاد»، پايگاه اطلاع رسانی دفتر عبدالحميدمعصومی تهرانی، 9 شهریور 1392. http://bit.ly/16wrJ2U

کامران رحیمیان، «نامه پدر آرتین به محمد نوریزاد از زندان رجایی شهر»، 27 تیر 1392. http://bit.ly/1ImUFce

محمد نوریزاد، «بوسه بر پای یک “بهایی” کوچک»، وبسایت محمد نوریزاد، 24 تیر 1392. http://www.nurizad.info/blog/22128

محمد نوریزاد، «پوزشخواهیهای دکتر محمد ملکی (محمد نوریزاد)»، وبسایت محمد نوری زاد، 1 مهر 1392. http://www.nurizad.info/blog/22380

محمد نوریزاد، «جنجال یک بوسه دیرهنگام»، وبسایت محمد نوریزاد، 28 تیر 1392. http://www.nurizad.info/blog/22147

محمد نوریزاد، «فراخوان بزرگ وملی محمد نوری زاد برای نجاست روبی»، وبسایت محمد نوریزاد، 28 شهریور 1392. http://www.nurizad.info/blog/22374

“Current situation of Baha’is in Iran”. Baha’i International Community. 8 Sep. 2014. http://www.bic.org/media/Current-situation-Bahais-in-Iran

Ahmed Shaheed. “Voices of Support for Iran’s Baha’is”. Ahmed Shaheed’s Blog. 23 May 2014. http://shaheedoniran.org/english/blog/voices-of-support-for-irans-bahais 

Anthony Vance. “’Unclean’ — Iran’s Outcast Baha’i Minority”. Huffington Post. 26 November 2013. http://www.huffingtonpost.com/anthony-vance/iran-bahai_b_4320167.html

Golnaz Esfandiari. “Following Pope’s Example, Iranian Dissident Kisses Feet Of Baha’i Boy”. Radio Free Europe / Radio Liberty. 8 December 2014. http://www.rferl.org/content/iran-dissident-nourizad-bahai-boy-kissing-feet/25048285.htm

Saeed Kamali Dehghan. “Iranian activist Mohammad Nurizad attacked and arrested, but not silenced”. The Guardian. 25 February 2014. http://www.theguardian.com/world/iran-blog/2014/feb/25/iranian-activist-mohammad-nurizad-attacked-arrested

 

التقارير

«جنايت عليه بشريت: حمله جمهوری اسلامی به بهاييان ايران»، مرکز اسناد حقوق بشر ایران، دی 1388. http://www.iranhrdc.org/persian/permalink/3298.html#.VIUm-NLF88I

«چهره جنایت؛ ناقضان حقوق بهاییت»، عدالت برای ایران، 20 اسفند 1391.

«دیانتی ممنوع: آزار و تعقیب بهاییان در ایران»، مرکز اسناد حقوق بشر ایران، فروردین 1386. http://www.iranhrdc.org/persian/permalink/3249.html#.VIUnBtLF88I

Annual Report 2014, United States Commission on International Religious Freedom. 2014.

Freedom in the World 2014: Iran, Freedom House. 2014.

UN General Assembly. Situation of human rights in the Islamic Republic of Iran: Report of the Secretary-General. A/69/306. 12 August 2014.

 

القوانين والقرارات 

قانون اساسی جمهوری اسلامی ایران، مصوب 1358.

UN General Assembly Resolution 68/184. Situation of human rights in the Islamic Republic of Iran. A/RES/68/184. 4 February 2014.

 

الكتب والمقالات

افشاری، رضا، «‌نقض حقوق بشر بهایيان در جمهوری اسلامی ايران»، بنیاد مطالعات ایران، 1380. http://fis-iran.org/fa/irannameh/volxix/iran-bahais

پژمان تهوری، «گفتگو و مروری بر تکنیکهای محمد نوریزاد»، مرکز مطالعات بیخشونت، 20 شهریور 1393. http://bikhoshoonat.com/?p=2541

 

ويكيبيديا

«بهاییستیزی»، ویکیپدیا. http://bit.ly/1yYXA5B

«محمد نوری‌زاد»، ویکیپدیا. http://bit.ly/1todvK3

 

الوسائط المتعددة

فیلم مستند “شمعی روشن کن” ساخته مازیار بهاری، ایرانوایر. http://iranwire.com/features/5870